حين يلتقي الرقص الشرقي بروح الأنثى والهوية اللبنانية
سيرينا تنّوري: حين يلتقي الرقص الشرقي بروح الأنثى والهوية اللبنانية
في عالمٍ يتسارع فيه الإيقاع، وتضيع فيه الروح وسط الضجيج، تأتي سيرينا تنّوري كحضورٍ استثنائي يعيد للرقص الشرقي مكانته الأصلية: لغةٌ للجسد، طقسٌ للشفاء، وجسرٌ يصل بين المرأة وذاتها.
وُلدت سيرينا ونشأت في بيروت، المدينة التي تشبهها إلى حدّ بعيد: مزيج من التناقضات، ومهدٌ للثقافة والتمرد والحلم. منذ سنواتها الأولى، انجذبت إلى الموسيقى الشرقية وحركات الأجساد التي تروي حكايات غير منطوقة. ومع الوقت، تحوّل هذا الانجذاب إلى مسار حياة اختارته بكل وعي، وبدأت رحلتها الأكاديمية والفنية في تعلّم وتطوير الرقص الشرقي.
ليست سيرينا راقصة فقط، بل هي مدرّسة تحمل رؤية تربوية حقيقية. ترى في كل جسدٍ طاقةً دفينة تحتاج إلى احتضان، وفي كل امرأةٍ قصةً تنتظر أن تُروى من خلال الحركة. في صفوفها، لا تقتصر التجربة على تعليم الخطوات والمهارات، بل تتعداها إلى بناء علاقة بين الجسد والروح، وبين التقاليد والإبداع.
بالنسبة لسيرينا، الرقص ليس أداةً للعرض أو الترفيه فحسب، بل هو فعل مقاومة ناعم. هو مقاومة للصور النمطية، للأحكام الاجتماعية، وللنظرة المادية للجسد. من خلال الرقص، تسعى إلى إعادة تعريف "الأنوثة" كقوة داخلية، وليس كمجرد صورة سطحية.
"الرقص الشرقي هو احتفال بالمرأة كما هي، لا كما يُراد لها أن تكون."
خارج قاعات الرقص، تلعب سيرينا دورًا آخر لا يقل أهمية: مرشدة ثقافية وسفيرة غير رسمية للهوية اللبنانية. تنظّم جولات ثقافية في لبنان بالتعاون مع شبكات عالمية مثل "Solo Female Traveler Network"، وتُعرّف الزائرات على عمق الثقافة اللبنانية، من الطعام إلى التاريخ، مرورًا بالموسيقى والرقص.
سيرينا تنّوري ليست مجرّد راقصة أو مدرّبة. إنها حالة فنية وثقافية وروحية، تُجسّد قدرة المرأة العربية على تحويل الجسد إلى لغة، والرقص إلى رسالة. هي الوجه الحديث للرقص الشرقي حين يُقدَّم برؤية، وصدق، وعمق.