كُنْ كُلَّ شيء من الجذور حتى السماء

تتجلى رؤية حنين الفلسفية الشاملة في لوحة "كُنْ كُلَّ شيء من الجذور حتى السماء". في هذا العمل، يتصاعد عمود من الأجساد البشرية المتشابكة من الأراضي المظلمة (الجذور) نحو سماء مضيئة ذهبية (السماء)، محاطاً بخط عربي وزخارف وطيور محلقة.

هذه اللوحة هي دعوة قوية لتحقيق الذات بشكل كامل وشامل، تجمع بين الأصالة والانتماء وبين التحليق واللامحدودية. إنها تعبير عن الوحدة بين المادي والروحي، بين الأرض والسماء، وكيف أن الإنسان يستطيع أن يجمع بين كينونته الأصلية وبين طموحاته اللانهائية ليصبح "كل شيء".

استخدام الفنانة للون الذهبي في الجزء العلوي من اللوحة يُشير إلى النور، الكمال، أو الوعي الأعلى، في حين أن الجذور المظلمة تمثل البدايات، الأصالة، والألم الذي قد يكون نقطة انطلاق نحو النهوض.

الخط العربي المتداخل مع الأجساد والطيور ليس مجرد عنصر زخرفي، بل هو حامل للرسالة الفكرية والروحية، يدعو المشاهد إلى التأمل في العلاقة بين الجسد والروح، الأرض والسماء، بين ما نحن عليه وما يمكن أن نكونه.

هذه اللوحة تقدم فلسفة وجودية مفعمة بالأمل: أن الاكتمال لا يأتي من جهة واحدة، بل من التناغم بين كل الأبعاد. إنها دعوة لأن يحتضن الإنسان جذوره بقدر ما يطمح للتحليق، وأن يسعى ليكون كلاً متكاملاً من المعرفة، التجربة، والسمو.

← عودة إلى صفحة حنين خليل