رينا علو: حيث الفن يلامس الروح والرقص يُعلي التحليق

Rina Allo: Where Art Touches the Soul and Dance Elevates Flight

"الأمر أشبه بتحول شرنقة إلى فراشة حرّة..."

في عالم يتسارع نبضه وتتداخل فيه مسارات الشغف، تبرز شخصيات استثنائية تنسج من تعدد مواهبها لوحة فريدة من الإلهام والتميز. الفنانة رينا علو هي إحدى هذه الشخصيات النادرة، التي لا تكتفي بمسار واحد، بل تُجسّد بأبعادها المتنوعة رؤية شاملة للحياة والفن. فهي رسامة تشكيلية تلامس بفرشاتها أعماق الروح، ومدربة باليه تُحوّل أحلام الصغار إلى تحليق، إلى جانب كونها فنية أسنان تُتقن الدقة، ومهندسة زراعية تعشق تفاصيل النمو والحياة. هذه التوليفة الفريدة ليست مجرد قائمة مهن، بل هي سيمفونية متناغمة تعزفها رينا في كل جانب من جوانب وجودها.

الرقص والتدريب: الرين، حيث تتعلم الأرواح التحليق

فرقة الرين للرقص

تتجسد جوهر فلسفة رينا في مقولتها التي تعكس شغفها العميق بالرقص والفن والحياة ذاتها: "أعرف حالي إني بجعة وحبيت شعور الطيران وقت الرقص، لهيك قررت أنا أعلّم كل أطفالي الطيران وأسحبهم لعالمي". هذا التشبيه البديع لا يقتصر على وصفها لذاتها كراقصة، بل يمتد ليكون رسالة سامية تُوجّه بها مسيرتها التدريبية والفنية. فـ "الرين" (الغزلان)، اسم فرقة الباليه الخاصة بها، يتجاوز كونه مجرد تسمية؛ إنه يرمز إلى براعم المواهب التي ترعاها رينا، مُحوّلة إياها إلى "بجعات" صغيرة تحلق برشاقة وجمال في فضاءات الإبداع.

الفن التشكيلي: إبداعات ريشة، لغة القلب السريالية

رينا في مرسمها

بالإضافة إلى عالم الرقص، تُبرز رينا نفسها كفنانة تشكيلية ذات رؤية سريالية عميقة وأسلوب فني متعدد الأبعاد. فمرسمها ليس مجرد ورشة عمل، بل هو مساحة مقدسة تتجسد فيها "حياة كاملة في مخيلتها". تتنوع لوحاتها بين الأسلوب السريالي والرمزي والتجريدي، مما يُظهر انفتاحها على مختلف مدارس التعبير الفني وقدرتها على التنويع في مواضيعها وأساليبها. ففي تحضيراتها لمعرضها الفردي القادم، تكشف أعمالها عن شغف لا يملّ: "قلبي به في شغلٍ .. لا ملَّ ذاك الشغلا". كل هذا الفن هو جزء من إجابتها على سؤال "كيف حال قلبك؟": "أعطني ريشة وألوان وسأخبرك"، مؤكدة أن الفن هو لغتها الأكثر صدقاً وعمقاً.

عن رينا: ما وراء الفرشاة وخشبة المسرح

صورة شخصية لرينا

تتجاوز رينا علو كونها فنانة ومدربة؛ فهي شخصية متعددة الأبعاد تُثري تجربتها الحياتية بمهن أخرى تُنمّي فيها الدقة والعناية. كفنية أسنان، تُتقن فن التفاصيل الدقيقة، وكـ مهندسة زراعية، تُقدّر جمال النمو والحياة. هذه التخصصات لا تنفصل عن فنها، بل تُغني رؤيتها وتُعطيها عمقاً إضافياً في فهم الحياة والجمال.

تنبع فلسفة رينا من تجاربها الشخصية العميقة. ففي حين تسعى "للعيش بسلام، وما السلام إلا أن تعيش بين جميع أشيائك التي تشبهك"، تتطور رؤيتها لتُظهر جانباً أكثر واقعية، حيث تعتبر "السلام حجة الجبناء" في سياقات معينة، وتُعبر عن امتنان مشروط للدروس التي أتت بثمنها. هذا التناقض يُعطي شخصيتها عمقاً ويُظهر أنها مرت بتجارب صقلتها، دفعتها للتعبير عن الألم والشغف والعزلة، وكأنها تقول: "إلى الذي ساهم بأن أكون اليوم أنا هي أنا... كان الداء والدواء". إن هذه المتناقضات هي جزء أصيل من هويتها، فالنار التي تُشعل روحها والانطفاء الذي قد يمر بها، كلها ألوان في لوحة حياتها المعقدة والجميلة.

تواصلوا مع رينا

صورة تواصل مع رينا