في لوحة "روح"، تغوص الفنانة حنين خليل في أعماق الفلسفة الوجودية والروحانية، مقدمةً عملاً فنياً يدمج إبداعها مع عمل الفنانة أمل بوارشي ضمن المعرض التفاعلي "ذاكرة الماء". هذه اللوحة هي تأمل بصري في جوهر الوجود، البعد الروحاني للإنسان، وإمكانية التحليق والتسامي حتى في مواجهة الغموض أو الظلام.
تُظهر اللوحة شخصية امرأة (الفنانة حنين نفسها) بشعرها المجعد المميز، ترفع رأسها للأعلى بنظرة تحدٍ، تأمل، أو ترقب. كتفها الأيمن مكشوف وفستانها الداكن يبرزها على الخلفية السوداء الغامقة، مما يخلق تبايناً درامياً قوياً. هذه الخلفية المظلمة ترمز إلى الغموض، الفراغ، أو التحديات المادية، مما يبرز النور والهدف الذي يتم التطلع إليه.
في الجزء العلوي من اللوحة، يظهر مصدر ضوء ساطع، مع ما يشبه شبكة أو سطحاً مائياً متلألئاً. هذا العنصر هو على الأرجح جزء من العمل التفاعلي "ذاكرة الماء" للفنانة أمل بوارشي، والذي يعكس الفضاءات العميقة للوعي والذاكرة. من خلال هذا السطح، تتوهج كلمة "روح" بخط عربي أبيض بارز، تتدلى من الأعلى أو تتصاعد نحوه، وكأنها تجسيد بصري للروح نفسها، أو للهدف الأسمى الذي يسعى إليه الكيان البشري.
الرسالة الفنية المعمقة لهذه اللوحة هي تأمل عميق في البحث الروحاني للإنسان والتطلع إلى جوهره الداخلي أو الكون الأوسع. المرأة التي ترفع بصرها نحو النور وكلمة "روح" في الأعلى تجسد رحلة الروح نحو الوعي والاتصال بما هو أسمى من المادي. إنها تعبير عن الشوق الروحاني والبحث عن المعنى الأعمق للوجود، مع إبراز قدرة الفن على التفاعل لخلق طبقات جديدة من المعنى.
← عودة إلى صفحة حنين خليل