لا تمت قبل أن تكون حرّاً

الفنانة: حنين خليل

لوحة لا تمت قبل أن تكون حراً

في لوحة "لا تمت قبل أن تكون حرّاً..."، تواصل الفنانة حنين خليل استكشافها العميق لمفهوم الحرية كحاجة وجودية لا غنى عنها، لا كحق مكتسب فقط. اللوحة تصور أجساداً بشرية خافتة، بعضها يسجد، وبعضها الآخر يتطلع نحو الأعلى في حالة من التأمل أو التوسل، كلها موجّهة نحو عمود من الضوء والخط العربي المتوهج يتساقط من السماء، ممثلاً كلمة "الحرية".

هذا الخط المتساقط لا يُقرأ فقط كنص، بل يُفهم كرمز للنور والمعنى والمصير، وكأن الحرية تهبط من الأعلى كمنحة ربانية أو كنداء داخلي. أما الخلفية القاتمة، فهي تمثل واقعاً محبطاً ومظلماً، لكنه لا يمنع الشخصيات من رفع رؤوسها، من التطلّع أو السعي، ما يخلق تضاداً بصرياً ومفاهيمياً يعزز من التوتر والتأمل.

لا تظهر الشخصيات بملامح واضحة، مما يجعلها أقرب إلى رموز للإنسانية جمعاء، ويؤكد أن هذه الرسالة تتجاوز التجربة الفردية لتصبح صوتاً جماعياً. السجود هنا ليس خضوعاً بل لحظة وعي، والحركة نحو الخط ليست تقليداً بل بحثاً داخلياً نحو الكمال.

هذا العمل البصري يدعو إلى التحرر من القيود الذهنية والنفسية والاجتماعية، وهو تذكير صارخ بأن الحياة بلا حرية هي حياة ناقصة. حنين خليل، من خلال أسلوبها الفريد الذي يجمع الخط العربي بالكولاج الرقمي، تحوّل هذا المفهوم الفلسفي إلى مشهد بصري عاطفي ودرامي يدفع المشاهد للتأمل في معنى وجوده الخاص.

← العودة إلى الصفحة الرئيسية