في لوحة "حرية"، تلتقي رؤيتان فنيتان لتشكّلا معاً بياناً بصرياً ملهماً. تضيف الفنانة حنين خليل لمستها الخاصة على عمل للفنانة التشكيلية سناء الأتاسي، وتعيد تفسيره من منظور شخصي وفلسفي يُعيد تعريف الحرية كقيمة جوهرية لا تقتصر على الفرد، بل تشمل المجتمع بأسره.
يظهر في العمل شجرة قوية متجذرة ذات جذع راسخ وأغصان متشابكة تحتضن السماء. تدمج حنين على هذه اللوحة كلمة "حرية" بخطها العربي المميز، لتُصبح الكلمة جزءاً من الشجرة نفسها – كأنها تنمو معها أو تُسقى من جذورها.
تقف الفنانة حنين في المشهد وكأنها تُعيد تقديم الرسالة بروح معاصرة. هذه الصورة ليست فقط تفاعلاً مع عمل فني سابق، بل حوار بين الأجيال، حيث تعبر المرأة عن الوطن، والصمود، والانتماء.
في تصريح بصري ضمني، تقول حنين: "المرأة هي الانعكاس الأصدق للحرية والوطن، فهي كجذور الأشجار الوتدية في أصولها، وكأغصانها في عناقها للرياح". هذه اللوحة ترسّخ فكرة أن الحرية ليست فقط مطلباً، بل كيان متجذر في الأرض، ومتصل بالهوية، والمرأة جزء لا يتجزأ منه.
العمل يفتح باباً على إمكانية التعاون الفني كوسيلة للتعبير المتعدد، ويُبرز كيف يمكن للحرف أن يُعيد قراءة اللوحة، وأن يكون رابطاً بين عناصرها – ليصير الفن هنا تجسيداً حقيقياً للحرية بأبعادها العاطفية والثقافية والرمزية.